النساء السودانيات يجتمعن في القاهرة لتنسيق الجهود من أجل السلام

10 نوفمبر 2023

النساء السودانيات يجتمعن في القاهرة لتنسيق الجهود من أجل السلام

 

اجتمعت ممثلات عن أكثر من 20 مبادرة نسائية مناهضة للحرب موجودة وناشئة حديثا من مختلف الخلفيات المدنية والسياسية والمواقع الجغرافية داخل السودان، في القاهرة لتنسيق جهودهن نحو إنفاذ السلام في السودان.

 

بتنظيم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، بالإضافة إلى مبادرة إدارة الأزمات أو (CMI) التي أسسها الحائز على جائزة نوبل للسلام ورئيس فنلندا الأسبق مارتي أهتيساري)، ومنظمة السلام الشامل، عُقد اجتماع القاهرة تحت عنوان "الاجتماع الاستراتيجي: نحو تعزيز التنسيق بين المجموعات النسائية" بهدف توفير مساحة لمنظمات حقوق المرأة والناشطات لاستكشاف مفهوم وفوائد تنسيق دعوتهن، وكذلك آليات تعزيز التعاون في الأنشطة المستقبلية.

 

وتأتي ورشة العمل هذه التي عُقدت في مقر وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، في أعقاب سلسلة من المشاورات الافتراضية التي نظمها الزملاء في وحدة النوع الاجتماعي بيونيتامس في أغسطس وأيلول/سبتمبر الماضيين.

 

دعم يونيتامس لمسألة مشاركة المرأة في عمليات السلام لا يتزعزع

 

في رسالتها بالفيديو إلى النساء السودانيات المشاركات في ورشة العمل، شددت السيدة كليمنتاين نكويتا سلامي، نائبة الممثل الخاص للأمين العام، الموظفة المسؤولة عن يونيتامس والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية، على أن البعثة لا تزال ثابتة في تفانيها في دعم وحماية المشاركة النشطة والهامة للمرأة في إجراءات السلام والعمليات السياسية المقبلة.

وقالت: "إن التزامنا بدعم المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة في عمليات السلام والعمليات السياسية المستقبلية والدفاع عنها، لم يتضاءل"، مضيفة أن هذا الالتزام يتقاسمه شركاؤنا الدوليون، بما في ذلك أولئك الذين انضموا إلى النساء السودانيات في اجتماعهن بالقاهرة.

 

أشادت السيدة نكويتا سلامي بالتعاون وجهود بناء الجسور بين النساء السودانيات، اللواتي يبحثن بنشاط عن طرق للتنسيق والعمل معا، مضيفة أن هذه الجهود "ستكون بلا شك مثالاً تحتذي به القطاعات الأخرى في السودان".

 

رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات

 

بعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، احتشدت مجموعات نسائية سودانية مختلفة لمعالجة الوضع. لعبت تلك المجموعات أدوارا متعددة للتصدي لتداعيات الحرب. وشملت هذه الأدوار تعزيز السلام بشكل نشط من خلال إدانة الأعمال العدائية والدعوة إلى مشاركة النساء والشابات في الجهود الإنسانية ومبادرات السلام.

 

بدأت العمل من خلال صياغة المبادرات السياسية والإغاثية والحقوقية التي تهدف إلى إنهاء الحرب من خلال تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية وتنسيق وترتيب الملاجئ واستضافة النازحين، وتشكيل غرف طوارئ للمساعدة في توزيع مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، والاستجابة لاحتياجات النساء الخاصة. كما واصلت رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والعنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي الذي تعاني منه النساء والفتيات يوميا في مختلف ولايات السودان. كما قامت بمتابعة قضايا المفقودين والأسرى/ السبايا بالتنسيق مع المبادرات المدنية ذات الصلة.

وأكدت النساء السودانيات، في كلمتهن بنهاية ورشة العمل هذه، أنه على الرغم من الأدوار الكبيرة التي لعبنها، إلا أنهن ما زلن يواجهن “أنواعا من العنف الهيكلي والذكوري”. ويتم استبعادهن بشكل مستمر من المشاركة في العمليات السياسية الرسمية وغير الرسمية، كما ظهر ذلك بوضوح في الاجتماع التحضيري للقوى الديمقراطية المدنية الذي عقد مؤخرا في أديس أبابا حول تخصيص 30% لمشاركة المرأة، وهو ما رفضنه.

"إن ذلك يعتبر انتكاسة لحقوق النساء السودانيات ويظهر عدم التزام هذه القوى بالمشاركة العادلة للنساء"، كما أوضحت المشاركات في اجتماع القاهرة.

 

النساء السودانيات يتحدن لتعزيز التنسيق والمناصرة

 

وتوصلت المجموعات النسائية التي حفزتها الحرب، ولكن أيضا الاتجاه الناشئ المتمثل في تضاؤل الاهتمام برسائل المرأة وتمثيل المرأة في المبادرات المدنية المختلفة، إلى اتفاق على ثلاث نتائج مهمة:

1- مجموعة من المبادئ التوجيهية لتعزيز التنسيق.

2- تشكيل مجموعة تنسيقية للمنظمات النسوية التي تقوم برصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.

3- تشكيل مجموعة تنسيقية للمنظمات النسائية المناصرة للمشاركة السياسية للمرأة وأجندة المرأة والسلام والأمن.

 

بالإضافة إلى هذه النتائج الرسمية، تناولت النساء والمشاركون في الاجتماع تطورين حديثين:

أولا، إعادة انعقاد منصة جدة، دون مشاركة نسائية أو مهام واضحة فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي؛ وثانيا، ظهور "ائتلاف التقدم" من الاجتماعات التي عقدت في أديس أبابا، بنتائجه التي لا تراعي الفوارق بين الجنسين وتقلص حصة مشاركة المرأة.

خلال اللقاء، ناقش الزملاء في وحدة النوع الاجتماعي بيونيتامس والزملاء بهيئة الأمم المتحدة للمرأة موضوع منصة جدة مع مديرة شعبة الشؤون السياسية بالبعثة، السيدة ستيفاني خوري، التي قالت إنه يجري حاليا اتخاذ خطوات تحضيرية لدعم مشاركة المرأة.

كما تقوم المجموعات التنسيقية حالياً بإعداد بيانها رداً على “ائتلاف التقدم”.

 

التوصيات والمطالب

وبناء على ما سبق، كانت رسائل وتوصيات ومطالب المرأة السودانية واضحة!

 

وفي كلمتهن بنهاية ورشة العمل، أكدن على أهمية “وقف إطلاق النار الشامل والفوري وغير المشروط؛ الالتزام بالمشاركة الفعالة والعادلة للنساء في جميع العمليات السياسية وعمليات السلام، وضمان إدماج قضاياهن وحقوقهن في أي نص والتزام سياسيين استجابة لالتزام المجتمع الدولي بقرار مجلس الأمن رقم 1325”.

 

وحثثن الدول على “عدم دعم أي من طرفي النزاع وتصعيد الحرب في السودان”.

وطالبن "بإنشاء آلية شاملة وشفافة لضمان التوزيع العادل للإغاثات والمعونات الإنسانية وضمان مراعاتها لنوع الجنس؛ دعم وضمان تواصل المرأة مع مختلف الوسطاء، والتشاور معهن، وضمان وصولهن إلى المعلومات، وإيصال أصواتهن إلى طرفي النزاع؛ والإسراع في تشكيل آلية مستقلة لتقصي الحقائق، وضمان تواصلها ومشاركتها مع المجموعات النسائية والحقوقية الوطنية، لا سيما في قضايا المفقودين والأسرى/السبايا وضحايا العنف والاستغلال الجنسي”.

 

أعربت المشاركات في الاجتماع عن خالص امتنانهن لإتاحة الفرصة لهن للمشاركة في مناقشات مباشرة مع الأمم المتحدة في القاهرة والوقوف على بينة من رؤى كل من نائبة الممثل الخاص للأمين العام ومديرة شبعة الشؤون السياسية بيونيتامس.

وبالنظر إلى الحجم الكبير والأهمية السياسية للجالية السودانية المنشأة حديثا في مصر، سيتم تنظيم اجتماعات إضافية مع مجموعات حقوق المرأة.

ويستكشف فريق النوع الاجتماعي التابع لـيونيتامس حاليا إمكانية تكرار ورشة العمل هذه في شرق أفريقيا للمنظمات النسائية التي انتقلت إلى إثيوبيا وكينيا وأوغندا، كما ستتم مناقشة ذلك أيضا مع الفريق المنظم (لاجتماع القاهرة).