بعد تدريب استمر شهراً، تخرّجت الدفعة الأولى المكونة من 28 شابة في مجال إزالة الألغام الأساسي لأغراض إنسانية والتحقن بامرأة أخرى واحدة متخصصة بإزالة الألغام في السودان.

يُعدّ إنهاء التدريب بنجاح إنجازاً لم يسبق له مثيل للإجراءات المتعلّقة بالألغام والسودان على حدّ سواء وقد تمّ الاحتفال بذلك في حفل تخريج نظمته دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام والمركز الوطني للإجراءات المتعلقة بالألغام في السودان، في مركز التدريب في ضواحي الخرطوم.

بعد عرض مهاراتهنّ المكتسبة حديثاً، كانت الشابات متحمّسات لاستلام شهاداتهن بحضور نائبة الممثل الخاص للأمين العام/المنسقة المقيمة/منسّقة الشؤون الإنسانية وممثلي دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام والمركز الوطني للإجراءات المتعلقة بالألغام.

في هذا الصدد، قال صديق راشد رئيس برنامج الإجراءات المتعلقة بالألغام في السودان: "رأينا الكثير من النساء والرجال المتفانين يقدمون التوعية المنقذة للحياة لأفراد المجتمع المعرضين لمخاطر المتفجرات ويساعدون ضحايا حوادث الألغام والذخائر غير المنفجرة وينادون بتعزيز الإجراءات المتعلّقة بالألغام على المستويين الوطني والدولي. ومع ذلك، لم نشهد إلا مؤخراً أوّل متخصصة سودانية بإزالة الألغام (إكرام أبكر جمعة من جنوب كردفان) واليوم تنضمّ إليها 28 متخصصة أخرى بالألغام".

وأضاف: "إنّ إزالة الألغام عمل مجزٍ للغاية ولكنّه محفوف بالمخاطر. [...] في حين أنّني متأكد من أنّ التدريب ساهم في إعدادكنّ لعمليات آمنة وفعالة في الميدان، [...] إنّني معجب جداً بشجاعتكنّ والتزامكنّ. أودّ كذلك أن أعرب عن تقديري لعائلاتكنّ وأصدقائكنّ الذين فهموا ودعموا قراركنّ وطموحكنّ في ممارسة مهنة إزالة الألغام. [...] إنّني ملتزم بمواصلة الجهود لتدريب المزيد من المختصصات بإزالة الألغام وآمل حقاً أن تسير أخريات كثيرات على خطاكنّ."

وفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية للسودان للعام 2022، أكثر من نصف المتضررين من التلوث بالألغام هم من النساء. بصفتهنّ المجموعة الأولى من المتخصصات بإزالة الألغام، ستلتحق الخرّيجات بمجموعة من النساء السودانيات القويات اللواتي يكافحن من أجل حقوقهنّ كلّ يوم ويضطلعن بمسؤولية مهمة تتمثّل بمواصلة تمهيد الطريق نحو السلام الشامل للجنسين.

وخاطبت نائبة الممثل الخاص للأمين العام/المنسقة المقيمة/منسّقة الشؤون الإنسانية خردياتا لو ندياي الشابات قائلة: "يمثل هذا الحفل إنجازاً استثنائياً ليس فقط بالنسبة إلى الإجراءات المتعلقة بالألغام التي أصبحت تشمل بشكل تدريجي المزيد من النساء في أسرتها، ولكن أيضاً بالنسبة إلى عمليات السلام وعمليات بناء السلام الجارية في السودان."

وأضافت مهنّئة الخريجات حديثاً: "على النحو المبيّن في اتفاقية جوبا للسلام وتفويض اليونيتامس، إنّ محاربة التأثير الدائم للألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، هو جزء لا يتجزأ من عملية السلام في السودان. بصفتكنّ متخصصات بإزالة الألغام، سيشكل عملكنّ جزءاً مهماً من عمل بناء السلام في بلدكنّ."