مسودة الكلمة الافتتاحية للآلية الثلاثية ورشة عمل اتفاق جوبا للسلام 31 يناير 2023
يسرني أن أكون معكم هنا اليوم برفقة شركائي في الآلية الثلاثية – الاتحاد الإفريقي والإيقاد – في اليوم الافتتاحي لورشة العمل المهمة هذه التي ستتناول اتفاق جوبا للسلام واستكمال السلام.
أود أن أشيد بالأطراف الموقعة – المكون العسكري والمكون المدني – لتوصلها إلى الاتفاق الإطاري السياسي في 5 ديسمبر ولالتزامها المستمر بدفع العملية السياسية قدماً. كما أود أن أشيد بالجهود الأخيرة التي ترمي إلى توسيع نطاق الأطراف المشمولة في العملية السياسية، وهو أمر تلتزم الآلية الثلاثية بمواصلته. ويأتي هذا المؤتمر كجزء من العملية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي نهائي. والآلية الثلاثية موجودة هنا بناءً على طلب الأطراف الموقعة، أي المكونين العسكري والمدني على حد سواء، لتيسير العملية السياسية ومساعدة جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق نهائي. ومن الأهمية بمكان أن تظل هذه العملية عملية يملكها ويقودها السودانيين والسودانيات.
والأهم من كل شيء أن يستهدف أي اتفاق للسلام أولاً وقبل كل شيء للأشخاص الذين كانوا الأكثر تضرراً من الحرب والنزاع. ويتيح هذا المؤتمر فرصة لسماع أصوات أولئك الذين عادةً لا صوت لهم خاصةً فيما يتعلق بالقضايا التي تؤثر عليهم تأثيراً مباشراً. منها: دوافع النزاع، والقضايا الإنسانية، والأمنية، التي تؤثر على النازحين واللاجئين، والمشاركة الحقيقية والمجدية للمرأة، وكيفية تعزيز تنفيذ اتفاق جوبا للسلام – وذلك من أجل تقديم فوائد ملموسة لأولئك الموجودين على الأرض.
وبالطبع، فإن الموجودين في القاعة اليوم – من نازحين ولاجئين ومجموعات نسائية ومزارعين ورُحل وغيرهم – لا يمثلون جميع المجموعات والفئات، إذ أننا نهدف إلى ضمان أن الأصوات الموجودة اليوم هنا تستطيع أن تمثل قضايا وشواغل كل المجتمعات المحلية. ونحن نتطلع إلى مشاركة أكبر وأوسع لهذه الفئات الرئيسية في الجهود الرامية إلى بناء السلام المستدام.
ولذلك، يشجعني التمثيل واسع النطاق في هذه القاعة كما يسعدني رؤية السودانيين والسودانيات القادمين من مناطق خارج الخرطوم، بما في ذلك المناطق المتأثرة بالنزاع، على الرغم من التحديات التشغيلية.
وفي نفس الوقت، يؤسفني أن بعض الموقعين الرئيسيين على اتفاق جوبا للسلام غير موجودين اليوم. فمشاركتهم في المناقشات الدائرة حول اتفاق جوبا للسلام وفي العملية السياسية بشكل عام هو أمراً بالغ الأهمية، وستواصل الآلية الثلاثية كل جهودها لتشجيع مشاركتهم في العملية الجارية.
لقد بعث توقيع اتفاق جوبا للسلام في عام 2020 الأمل لدى الملايين من السودانيين والسودانيات المتأثرين بالحرب. غير أن تنفيذ الاتفاق كان بطيئاً للغاية، وأسهمت الأزمة السياسية الراهنة في زيادة تقويضه، الأمر الذي نتج عنه انعدام الثقة في البلاد وحتى اندلاع أعمال عنف جديدة في بعض المناطق.
هناك حاجة ماسّة إلى تنفيذ أحكام اتفاق جوبا للسلام تنفيذاً كاملاً، كما يجب على جميع الموقعين على اتفاق جوبا للسلام أن يعملوا مع بعضهم البعض على تنفيذ الاتفاق، ويجب على المجتمع الدولي -السادة السفراء- دعم هذا الاتفاق وجهود تطبيقه.
دعوني أقول بكل الوضوح: إن هدف ورشة العمل هذه ليس تعديل أو إلغاء أو رفض اتفاق جوبا للسلام، بالعكس. فهناك يوجد تشويش وإشاعات، لذلك يجب أن نقول أن الهدف هو التركيز على استكشاف دوافع النزاع والظروف التي تؤثر على الناس في مناطق النزاع ومعالجتها بشكل أفضل، وسبل تحسين تنفيذ وإنعاش اتفاق جوبا للسلام مع الحفاظ على مكاسبه، بما فيها تلك المتعلقة بالنوع الاجتماعي وحقوق المرأة. كما ستهدف الورشة إلى استكشاف الأفكار من أجل تمهيد الطريق لاستكمال عملية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال/عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان – عبد الواحد النور.
وتقف الآلية الثلاثية على الاستعداد الكامل لتقديم الدعم اللازم والذي يعتبر ضرورية في هذا الصدد.
ونعلم أيضاً أن جمهورية جنوب السودان، بصفتها الوسيط، سيعقد ورشة عمل في منتصف فبراير لتقييم أوجه القصور في عملية التنفيذ وللعمل على وضع مصفوفة منقحة لتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام. ويمكن لنتائج هذه الورشة المنعقدة هنا في الخرطوم اليوم والأيام القادمة أن ترفد العمل الذي سيقومون به بوصفهم الوسيط في اتفاق جوبا للسلام.
في الختام، أود أولًا أن أشكر أعضاء السكرتارية -الأمانة المشتركة- على عملهم الدؤوب وعلى جميع التحضيرات التي جرت قبل بدء ورشة العمل هذه، ثانيًا، اسمحوا لي مرة أخرى أن أشيد بالسودانيين والسودانيات في هذه القاعة على الحضور وإسماع أصواتكم. أشجعكم جميعًا على المشاركة في المناقشات بشكل بنّاء وفعّال لاستكشاف سبل التنفيذ الكامل لاتفاق جوبا للسلام لكي يُطلق العنان لكامل إمكاناته في الحفاظ على وبناء السلام من أجل نساء السودان ورجاله.